
وادي الفن في العلا بمشاركة 5 فنانين: وجهة ثقافية حديثة تأتي بعد ترقب طويل
وادي الفن يقوم بتكليف 5 أعمال فنية تقود إلى وجهة ثقافية أيقونية في قلب العلا. بمشاركة 5 فنانين منال الضويان، أجنيس دينيس، مايكل هايزر، أحمد ماطر وجيمس توريل
تعود العلا بوجهة ثقافية حديثة لتدهشنا من جديد بعد ترقب رافقنا طويلًا؛ حيث يقوم وادي الفن بتكليف 5 أعمال فنية تقود إلى وجهة ثقافية أيقونية في قلب العلا. بمشاركة 5 فنانين منال الضويان، أجنيس دينيس، مايكل هايزر، أحمد ماطر وجيمس توريل. للعمل على إكمال تكليفاتهم الفنية الدائمة والواسعة النطاق كمرحلة أولى بحلول عام 2024.
حيث يتوافق مفهوم وادي الفن مع طبيعة العلا بصحراءها الممتدة، بعدها التاريخي وثرائها الحضاري، ليمتد موقع وادي الفن على مساحة 65 كيلو متر مربع من داخل العلا، شمال غرب المملكة العربية السعودية. إيذانا ببدء برنامج مستدام بمشاركة المزيد من الفنانين والأنشطة التي سيتم الإعلان عنها. وبواسطة أشهر رواد فن الأرض من جميع أنحاء العالم، والفنانين في طليعة الممارسة المعاصرة لتشكيل المقياس الملحمي لوادي الفن عبر الأجيال.

بهذه المناسبة تأكد نورا الدبل، المدير التنفيذي للفنون والصناعات الإبداعية، الهيئة الملكية للعلا: “سيحيي وادي الفن إبداع العلا ويقدم تجارب تحويلية جديدة من أجل السكان المحليين والزوار على حد سواء”. وتضيف نورا: “ستبني هذه الوجهة الحكيمة ثقافة محلية نابضة بالحياة، وتشكيل مسارات لسكان العلا لإطلاق العنان للإمكانات الإبداعية وليكونوا مهندسين معماريين لمستقبل المنطقة”.
كما يمثل وادي الفن فصلاً جديدًا في تاريخ الفن. ليتم وضع أول خمسة أعمال فنية بشكل دائم ضمن المناظر الطبيعية الأثرية للعلا بتضاريسها الدرامية، آفاقها المتموجة، هياكلها الجيولوجية وطبيعتها الراسخة، جنبًا إلى جنب مع الآثار التاريخية للصحراء القديمة لتستمر العلا في النمو في السنوات القادمة بتراثها الثقافي الذي يعود إلى آلاف السنين.
يأخذ وادي الفن مرتاديه في رحلة استكشافية عميقة تعكس الفن في حوار مع الطبيعة، امتدادا لرحلة الأجداد في السعي إلى التعلم من الصحراء والتناظر مع طبيعتها المبهمة، من أجل الوصول إلى بصيرة يستجيب خلالها الفنانون لطبيعية العلا في اندماج فريد بين هوية العلا وطابع ممارساتهم الفنية.
تعلق رئيسة الهيئة الملكية لفريق خبراء الفن العام في العلا، إيونا بلازويك: “يعتبر وادي الفن غير مسبوق في طموحه، وهو منصة رائدة عالميًا تتيح فرصة رائعة للفنانين لخلق الأعمال الأكثر أهمية في حياتهم. سيضع مثالًا عالميًا لتجربة الفن في حوار مع الطبيعة، والاحتفاء بالإبداع البشري الذي يوحد المجتمعات في جميع أنحاء العالم، في منطقة تضاريس ضخمة لديها القدرة على تشكيل مسار تاريخ الفن في الوقت الحالي”.

حيث تدور ممارسة الفنانة السعودية منال الضويان، كشاهدة شديدة الحساسية على التحول الثقافي حول موضوعات الاختفاء، الذاكرة الجماعية وتمثيل المرأة. لتدعوك تركيبتها المتاهة “واحة القصص” – المستوحاة من الجدران الطينية في مدينة العلا القديمة – للتجول والتيه في تمثال معماري يكرر المساحات القديمة للمستوطنات العربية. جدران تشبه متاهة الضويان ستشكل نقش مع التاريخ الشخصي والفولكلور الذي جمعته الفنانة مع مجتمع العلا.

كما تتميز أعمال أغنيس دينيس الفنية كشخصية بارزة بين فناني الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي والرائدة في الفن البيئي، من حيث جماليات ارتباطها بالعلم، الفلسفة، علم النفس، اللغويات، الشعر، التاريخ، الموسيقى والأفكار الاجتماعية والسياسية. ليستمرعملها في سلسلة مستمرة من الأهرامات الضخمة: من خلال الفحص الدقيق لخصائص الصخور إيقاظًا للأخاديد الصامتة، لخلق بيئة تحبس الأنفاس وتمثل الماضي، الحاضر والمستقبل للبشرية؛ من أجل استكشاف الحضارة، التقدم والإنجاز.

ويأتي تأثير مايكل هايزر في النصف الثاني من القرن العشرين ويعرف حتى القرن الحادي والعشرين بإنتاج منحوتات كبيرة في الهواء الطلق وبعمله في الصخور والخرسانة والصلب الموجود خارج وداخل المتاحف والمعارض. لتثير أعمال الحفر التي تجري خارج البيئة استجابات متفردة للأعمال الفنية من الناحية المعمارية. حيث يقوم في وادي الفن بإدخال نقوش خطية / منقوشة جديدة كليًا في صخور الحجر الرملي المرتبطة مباشرة بالجيولوجيا غير العادية للمنطقة والمتنوعة تفاصيل الحجر الرملي Quweira.
يمكن عرض معظم هذه الأعمال كبيرة الحجم للعرض من مسافة بعيدة سيتغير في المظهر بينما يتنقل المشاهدون في جميع أنحاء المنطقة. حيث يفتح عمل هايزر قريبا للجمهور، تم إنشاؤه في فن النحت الضخم المدينة التي يبلغ طولها ميل ونصف ، والتي تم إنشاؤها في الحديقة وادي نيفادا، على مدار أكثر من خمسين عامًا.
وبصوته الثقافي الفارق يبتكر الفنان أحمد ماطر المعروف بتوثيق وتدقيق واقع المملكة العربية السعودية، عمله الجديد أصحاب اللال الذي سيستكش الفضاء الأسطوري بين الخيال الذاتي والواقع الموضوعي من خلال توليد السراب داخل الكثبان الرملية. يتحدى الفنان فكرة المعلم كرمز للمكانة والسلطة، والنظر إليه بدلاً من ذلك كمكان لنقل المعرفة.

ومن أجل خلق روحانية وتجربة متسامية للمشاهد يستلهم أحمد ماطر من علماء، مفكرين وفلاسفة العصر الذهبي الإسلامي. ليفتح معرض للماكيت والرسومات يعرض رؤية ماطر لهذا العمل بالتفصيل، في 8 يونيو 2022 داخل منطقة العلا للفنون والثقافة – قرية الجديدة.
ولأكثر من نصف قرن يعد جيمس توريل كشخصية بارزة في حركة الضوء والفضاء حيث كرس ممارسته للفن الإدراكي، والتحقيق في مادية الضوء وحدود الإدراك البشري. سيبني توريل على التجربة الحسية للفضاء واللون والإدراك في وادي الفن، مما يخلق سلسلة من المساحات داخل أرضية الوادي. لتعانق طبيعة الضوء عناصر السماء والتضاريس كاشفة المسافات عبر سلسلة من الأنفاق والسلالم. كما يدرس العمل الفني طبيعة الرؤية ذاتها، في خلق لتجربة من التفكير الخالي من الكلمات.

سيرافق كشف النقاب عن الأعمال الفنية الخمسة الأولى برنامج يشمل العروض والجولات عبر الوادي. بالشراكة مع مدرسة الديرة، كما ستوفر اللجان في وادي الفن فرصًا تعليمية للمجتمعات المحلية، بما في ذلك المشاركة العملية القائمة على المهارات في عملية تركيب الأعمال الفنية، وجلسات مع متخصصين في الفن لتطوير المهارات الرئيسية للمبدعين المحليين مع فنانين بتكليف من وادي الفن.
كما يشمل برنامج ما قبل الافتتاح معارض مؤقتة، إقامات الفنانين وندوات عامة تجمع بين الفنانين والمهندسين المعماريين وعلماء البيئة وعلماء الآثار والمزارعين والمجتمعات المحلية. حيث تم تطوير وادي الفن بما يتماشى مع التزام الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالتنوع البيولوجي والتراث الطبيعي في المنطقة، بما يشمل إعادة إدخال الحياة البرية وحماية النباتات والحيوانات الأصلية.
يمكنك التجول الآن واستكشاف المتحف الحي من، هنا.