
ملاذ باريسي لأميرة عربية في قلب عاصمة الأضواء
تبتكر شركة Tala Fustok Studio تصاميم داخلية مميزة تجمع بين الأسلوب التقليدي والعصري مع لمساتٍ من الفخامة والحيوية. في ملاذ باريسي لأميرة عربية!
يقع المنزل الفريد الذي كان يوماً ما شقةً باريسية على الطراز التقليدي، في قلب عاصمة الأضواء وتعود ملكيته إلى أميرةٍ عربية شابة ناشطة في الأعمال الخيرية تتمتع بذوقٍ راقي في التصميم. ويستقبل المنزل الزوّار الراغبين باستكشاف معالمه الفريدة التي أُعيد تصميمها من قبل شركة Tala Fustok Studio الواقعة في غرب لندن، والتي أظهرت تميّزًا كبيرًا باستثمار الضوء الطبيعي وتصميم الأبعاد الكلاسيكية الواسعة. ليكون ملاذ باريسي لأميرة عربية.

لتبدأ التجربة المذهلة مع المدخل بأضوائه الخافتة، والذي يؤدي إلى القاعة القريبة بجدارها المطلية باللون الكحلي مع طاووسين محنطين بطريقة ملكية على قواعد خشبية وحجرية منحوتة يدوياً.

وتقول تالا، مؤسسة شركة التصميم الداخلي التي تديرها مجموعة من السيدات الناجحات: “نريد لمشاريعنا أن تروي قصصاً تعكس رؤية عملائنا، وحرصنا على ابتكار تصاميم تناسب جميع الأذواق والأجواء والمناسبات. ونجحنا خلال هذا المشروع في المزج بين الضوء والظل لتوفير تناقض جذاب، مع لمساتٍ بسيطة من التدرجات الناعمة والهادئة”.
حيث تلتزم شركة التصميم الرائدة بقدرتها على إضفاء لمسات حيوية وعصرية على المساحات الكلاسيكية مع التركيز على مفهوم الرقي والفخامة ومزيجٍ من التميّز المدروس. وتضيف تالا: “نحرص على اتباع فلسلفة متكاملة تضم مجموعة متنوعةٍ وغنية من لمسات التصميم الجمالية التي تتخطى حدود التصميم المعاصر والتقليدي”. ويتميز المنزل بممرٍ كلاسيكي مقوّس بتدرجات الذهبي من تصميم ورش العمل التابعة لمجموعة Ateliers Gohard مع مرايا مطلية وداكنة تتناغم مع الجدران لتمنح إحساساً بالراحة والهدوء والفخامة.

وتنتشر في جميع زوايا المنزل قطعٌ عتيقة نادرة تم شراؤها من متاجر التحف وأسواق السلع المستعملة، مما يزيد الإحساس بالغرابة والجمال.
ومن ضمن هذه القطع طاولة زينةٍ عتيقة من ثمانينيات القرن الماضي من تصميم ريتشارد فور، يطلق عليها اسم Vanity، إلى جانب مصباح أرضي يأخذ شكل شجرة النخيل، قطعة نجا أثرية، وقاعدة رخامية تحمل تماثيل الطاووس عند المدخل.

ويضم المنزل أيضاً مجموعة من الديكورات الداخلية المليئة بالفخامة والجرأة بما فيها كرسي من البرونز على شكل أخطبوط من تشكيلة Kam Tin الشهيرة وسلم من الأخشاب والنحاس من إبداع Valentin Loellmann، تم اقتناؤها من معرض Galerie Gosserez للفنون في باريس.

أما غرفة الانتظار المؤدية إلى غرفة المعيشة الرئيسية، فتتميز بأناقتها الغريبة مع تصاميمٍ من الفراء الأبيض والتي تتناغم مع التصميم الكلاسيكي الجذّاب للمنزل.

تقول تالا: “اعتمدنا مزج الأقمشة البيضاء مع أقمشةٍ مختلفة الأنواع بلمساتٍ من النحاس العتيق لتعطي وجهة هادئة للعملاء بعيدًا عن أسلوب حياتهم الصاخب، ويظهر ذلك في الممر الذي تم تزيينه وطلاؤه من قبل Ateliers Gohard”.
فيما تتميز غرفة الجلوس بطابعٍ محايد حيث استخدمت ألوان ناعمة ورومانسية وأرائك منحنية مصممة خصيصًا مع سجادة أحادية اللون بألوان مبعثرة تمنح لمسةً من الحيوية والمرح في صورة تتناغم مع المساحة الكبيرة للغرفة.

كما تتزين الغرفة بثريا عتيقة من المرمر والبرونز والنحاس واللؤلؤ والراتنج في تناغم مع بقية التصاميم. ويتميز المنزل بنوافذه الكبيرة التي تمتد من الأرض إلى السقف وبالأرضيات الخشبية المزخرفة والشرفات التي تزيد من شاعرية المنزل بإطلالتها على الدائرة السادسة عشر في باريس.

وقد تعاونت الشركة مع العديد من المعارض المحلية ليعكس المنزل التراث الفرنسي الغني. حيث تضم بقية الغرف الكثير من التصاميم المتقنة والمخصصة مثل قطعٍ من سيراميك بوكيرو الأسود من صنع جوزيبي روسي والمهندس المعماري الإيطالي العظيم جيو بونتي.
وعلى الرغم من التصاميم الكلاسيكية الأوروبية التي تملأ المنزل، إلا أنه غني بالتفاصيل التي تعكس هوية مالكته وأصلها. تؤكد تالا ذلك بقولها: “أردنا أن نعكس تراث العميل من خلال تصميم المكان بأسلوب مرح وعصري”. ولذا تستمد التصاميم إلهامها من الشرق الأوسط مسقط رأس الأميرة، حيث تم تزويد المكان بخزانات مرصعة بعرق اللؤلؤ المصمم حسب الطلب والمصنّع في لبنان.

“وتعاونا مع شركة طرزي في لبنان لصنع أبواب الخزائن الخشبية مع ترصيعات تقليدية من عرق اللؤلؤ. وقمنا بتزويد المكان بمصباح من زجاج المورانو باللون الأبيض اللؤلؤي على شكل شجرة نخيل كإشارة إلى شعار المملكة العربية السعودية”.

تبرز في غرفة الطعام الواسعة ثريا كبيرة الحجم من الزجاج الفيروزي والنحاس مستوحاة من عصر النهضة في لندن مع طاولةٍ مصنوعة من البرونز والراتنج. تضيف تالا: “نسعى لتوفير الراحة وفرص التعبير الإبداعي من خلال استثمار المواد والأنسجة الطبيعية الفعّالة، حيث قمنا بتصميم سقف مقبب باستخدام أوراق الجدران الذهبية الرقيقة التي تتكامل مع اللمسات المعدنية الأنيقة التي تم استخدامها في التصاميم الجديدة، مما أعطى تبايناً مثالياً بين الطابع الفخم للذهب وبساطة تصاميم الرخام الموجودة في غرفة الطعام.
وحرصنا من جهة أخرى على التعاون مع نخبة ٍمن الحرفيين المهرة بمن فيهم Officina Coppola لتصميم طاولة طعام مخصصة من البرونز والراتنج مع تشطيبات نحاسية عتيقة ومصباح كبير من الزجاج الفيروزي والنحاس”.

كما يوفر المطبخ لمسة إضافية من الجرأة والجمال بفضل تصميمه المفتوح والاستخدام الفاخر للرخام في غرفة الطعام، ويتزين بخزانة واسعة في المنتصف تتماشى مع الأرضية مما يبرز اللون الطبيعي للرخام.

بينما تحافظ غرفة النوم الرئيسية على الأجواء الهادئة لغرفة المعيشة بفضل ألوانها الفاتحة واللطيفة، كما يوجد سرير نحاسي مصمم حسب الطلب في وسط الغرف يتزين بأقمشةٍ ذهبية مع خلفية ملونة، ويضفي الحمام المغطى بالرخام وغرفة الملابس طابعاً من الفخامة على المكان. تقول تالا: “أردنا أن تطغى تدرجات الألوان المطفية على التصاميم، بينما رغبت الأميرة بوجود بعض اللمسات اللونية، حيث اعتمدنا استخدام تدرجاتٍ لونية هادئة ومرحة في غرفة النوم الرئيسية للمسة من الرقي والفخامة.

بينما تزينت غرفة الملابس باللون الأبيض مع تفاصيل عصرية باللون الذهبي لتمنحها طابعاً إضافياً من الفخامة، وتجعلها مكاناً مناسباً لاختيار فساتين السهرات. وتطغى الألوان الداكنة والمطفية لتعكس تبايناً بين الهدوء والجرأة موجهة الضوء على هذا التناغم المنتشر في جميع أنحاء المنزل والذي يشبه تغيير الحالات المزاجية. “في الجزء الشمالي من الشقة، حيث يقضي الزوج معظم وقته، تظهر الألوان الداكنة بشكلٍ أكبر لتجعل المساحة أكثر ضيقًا وبالتالي تمنحها شعوراً بالدفء والألفة”.

ليمثل هذا المنزل المُجدد بفضل تصاميمه العصرية وطابعه التاريخي الساحر الملاذ المثالي للأميرة.
تصوير نيكولا هيرون
نشر مسبقًا على هاربرز بازار انتيريرز / صيف 2022