
هنا تكمن أهمية رواية القصص النسائية في الخليج
كتاب مسلسل الصفقة على نتفلكس يتحدثون عن أهمية كتابة القصص النسائية بأصوات اسيدات في الخليج.
تبدأ الحلقة الأولى في مسلسل الصفقة على نتفليكس في مشهد المحكمة، حيث تنهي بطلة المسلسل فريدة إجراءات طلاقها من زوجها الذي تجمعها به إبنة وحيدة. بعد ذلك تجد فريدة نفسها في مواجهة مصاعب الحياة وحيدة تبحث عن مخرج وحلول تمكنها من الاستقلال مادياً مع ابنتها، حتى تلتقي بقريبتها منيرة التي تطلعها على أسرار سوق البورصة في الكويت.

لكم أن تتخيلوا أن أحداث هذا المسلسل تدور في حقبة الثمانينيات، عندما لم يكن للسيدات وجود في أسواق المال، أو في مجالس الرجال. إلا أن شخصيات مثل فريدة ومنيرة – التي تؤدي أدوارهما كل من الممثلة روان مهدي ومنى حسين – حتى وإن كانت خيالية إلا أننا لا يمكن أن ننكر وجودها على أرض الواقع ومساهمتهن الواضحة في نضال المرأة وتواجدها في كافة المجالات.
كانت هذه القصة تناج تعاون يجمع ثلاثة كتّاب، وهم نادية أحمد، والزوجين آن وآدم سوبيل، تقول نادية التي استوحت قصة المسلسل من نضال والدتها في العقود الماضية: “فكرت في هذه القصة عندما كنت أسعى جاهدة لتحديد مصيري، في ظروف مماثلة لظروف فريدة ومنيرة[الشخصيات الرئسية في المسلسل]، عدت بالذاكرة إلى طفولتي ووجدت مثالاً لامرأة قوية الإرادة كان لها الأثر الأكبر على حياتي وهي والدتي، شعرت أن هذه القصة يجب أن تروى لأننا في بعض الأحيان نحتاج إلى أن نتغلب على خوفنا من أن نكون أول من يتجرأ على اقتحام المجهول أو عيش التجارب غير المألوفة”.
تذكر آن سوبيل التي تجمعها روابط صداقة عميقة مع نادية تعود إلى عام 2013 عندما كانت تعيش في قطر أنها استشعرت أهمية هذه القصة عندما سمعتها للمرة الأولى من نادية عبر مكالمة هاتفية، وتقول: “كانت نادية تعرض علي الفكرة واستوعبت أهميتها مباشرة، شعرت أن هذه القصة تلح علي كنت أشعر أنها يجب أن تروى في مسلسل تلفزيوني”. مرت الشهور وبقيت هذه الفكرة باقية حتى قرر الثلاثي نادية وآن وآدم أن يبدؤون العمل عليها في عام 2019، بعد ما يقارب عامين من المكالمة الأولى حولها.
وتمثل الشخصيتين الرئيسيتين في المسلسل، فريدة ومنيرة الكثير من السيدات في الوطن العربي وخارجه، وقد رسمت صورة معينهم لهاتين الشخصيتين في مخيلة الكتاب الثلاثة، ساعدهم عبد الله بوشهري وفريقه في شركة Beyond Dreams لإيجاد الممثلتين المناسبتين، ويقول آدم عن عملية اختيار الممثلتين: “تجمع عبد الله علاقة وطيدة مع كل النجوم في الكويت لذلك تمكن من إيجاد الممثلتين المناسبتين لهذين الدورين اللذان يعتبران دوران ثقيلان. وقد أبدعت كل من روان ومنى في تصوير هاتين الشخصيتين أمام الشاشة. أعتقد أنهما كانا اختياراً مثالياً لهاتين الشخصيتين”.
الكتابة عن نضال النساء وتصويرها على أرض الواقع قد تكون سهلة على امرأة أخرى، باعتبارها عاشت هذا النضال وعاشرت العديد من النساء الملهمات من حولها، ولكن سؤالي كان لآدم سوبيل، عن رؤية هذا النضال من منظور رجل، إلا أن الإجابة جاءت من آن التي قالت: “أنا سأجيب عن هذا السؤال، فآدم يبهرني في كل مرة أعبر إلي جانب غرفته وأجده يمثل دور شخصية سيدة كويتية في الستين من عمرها، أو طفلة في مرحلة المراهقة. أتساءل دائماً كيف يمكنه أن يتقمص شخصيت مختلفة، وفي الواقع، أجد أن أفضل الشخصيات النسائية هي التي يكتبها آدم لأنه قادر على الغوص في النفس البشرية”.
إلا أن آدم يؤكد أن كتابة الشخصيات المختلفة ليست بتلك السهولة، ويقول: “أعتقد أنني مستمع جيد، وألاحظ الطريقة التي يروي فيها أحدهم القصة، لا أستمع إلى مجريات القصة وحسب، وقد ساعدتني المقابلات المطولة التي أجريناها مع نادية ووالدتها قبل أن نخوض في كتابة هذا المسلسل”.
سؤالي الأخير للزوجين آن وآدم سوبيل الزوجين اللذان عاشا في الخليج العربي لسنوات، إن كانت هناك أي قصة تمنيا أن يرويانها من هذه المنطقة، فماذا ستكون؟ وقد جاءت الإجابة بسهولة إلى آدم الذي قال “هي هذه القصة تحديداً، فقد التقينا بالعديد من الفتيات وطالبات آن في الخليج العربي وقد أخبرننا أنهن يتمنيم أن يشاهدن من يمثلهن ومن يروي قصصهن على الشاشة. وهذا السبب الذي وحد رؤية نادية وآن في البداية، وهذه هي الفكرة التي ولدت منها هذه القصة من البداية”.
مهما طال النقاش حول مسلسل الصقفة وعن الفكرة من وراءه، إلا أن رؤية مشاهده التي يمكن أن تعيشها كل سيدة في مجال العمل حتى وقتنا الحالي هي خير دليل على أهمية هذه القصص والهدف الأساسي من روايتها.
أطلقت نتفليكس أخيراً المقدمة الرسمية لمسلسل الصفقة، شاهدوها هنا:
ترقبوا عرض مسلسل الصفقة على منصة نتفليكس يوم 8 فبراير 2023.