كارمن بصيبص نجمة غلاف مجلة هاربرز بازار العربية لشهر يونيو 2025
ماذا يعني “الحصول على كل شيء” حقًا؟ كارمن بصيبص تتحدث بصراحة عن الأمومة، والتراجع، والتقدم برشاقة وحزم وإحساس جديد بالهدف.
تتغير أولوياتكِ، لكنكِ في الوقت نفسه تنجحين في إنجاز كل شيء معًا. يُعدّ الذهاب إلى العمل بعد 60 يومًا من الولادة تحديًا كافيًا، لكن القيام بذلك وأنتِ جاهزة للتصوير، في وقتٍ تكون فيه النساء في أضعف حالاتهن – جسديًا ونفسيًا – يُظهر قوة واحترافية وثقة الممثلة اللبنانية الشهيرة كارمن بصيبص نجمة غلاف مجلة هاربرز بازار العربية.
بعد أسبوعين، ابتسمت كارمن، وهي تشعر براحة تامة في مقر إقامتها في بيروت، عندما اعترفت قائلةً: “تمكنت من ذلك، لكن رأسي كان مشتتًا. لا أعرف كيف تمكنت من ذلك”. ورغم أنها تتخذ قرارات سريعة – مثل قبول دورها الأخير في تصوير ظهور خاص في فيلم مصري – “دون تفكير مُفرط”، إلا أن عملية التكيف لم تكن سلسة كما تبدو. وبدت سهلة؛ ففي النهاية، كانت هذه هي المرأة التي أبهرت الجميع بفستانها الأحمر الضيق في حفل إطلاق بولغاري كالا في باريس، قبل أسابيع قليلة من استقبال طفلتها أندريا.
تقول كارمن “عندما عُرض عليّ الدور، تحمستُ له. إنه أمرٌ رائعٌ حقًا” لكنني كنتُ متوترةً بعض الشيء حيال الوضع برمته. الأمر مختلفٌ تمامًا بالنسبة لي، كوني أمًا جديدة، تساءلتُ: “كيف سأتدبر أمري؟” ثم فكرتُ، جميع صديقاتي والنساء من حولي يعملن – مهما كانت وظائفهن، فجميعهن يعملن. لذلك، قلتُ لنفسي: سأفعلها. لن أفكّر كثيرًا. أعتقد أن كل شيء ممكن في العمل. هكذا حدث الأمر”.
لطالما كان السفر ذهابًا وإيابًا من مكان إلى آخر جزءًا لا يتجزأ من حياة نجمة فيلم “ليالي أوجيني”، لذا فإن روتينها الحالي لا يختلف. إلا أنها الآن برفقة مرافقين لمساعدتها في مهام مجالسة الأطفال أثناء وجودها في موقع التصوير. “أدير الكثير من الأمور في الوقت نفسه. هناك الكثير من الترتيبات اللوجستية. لكن عائلتي مرنة. لديّ مساعدة”. يبدو عليها الحماس عندما تقول: “لقد عدتُ إلى المسار الصحيح. لقد عدتُ إلى موقع التصوير”، مُنهيةً بذلك إجازة الأمومة القصيرة.
كارمن، 35 عامًا، تهز كتفيها عندما سُئلت عما إذا كان هناك ضغط – من كل من الصناعة والمعجبين – للعودة من فترة توقفها بسرعة”. لم أشعر بالضغط. كان معجبيّ متحمسين جدًا لعودتي. دائمًا ما أرى مدى حماسهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
كانوا سعداء من أجلي عندما كنت حاملًا وعندما أنجبت طفلًا. وهم سعداء ومتحمسون لعودتي إلى العمل، لكنني لم أشعر بضغط من الناس أو المجتمع أو الصناعة – على الإطلاق – لأنه، بصراحة، هذه ليست شخصيتي. أنا شخص يركز كثيرًا على نفسي. لا أقارن أو أنظر إلى الخارج لما يحدث. أعرف ما هو مساري وما هو مساري المهني. ولكن بيني وبين نفسي، كنت مستعدة. شعرت أنني مستعدة، جسديًا وعقليًا، للعودة إلى العمل. وهذا ما حدث”.
ربما كان هذا القرار مبنيًا جزئيًا على حقيقة أن كارمن أخذت إجازة طويلة – نوعًا ما قسرية – من العمل أثناء حملها. تتذكر قائلة: “انتهيت من تصوير مسلسلي الأخير، نظرة حب، في أبريل 2024. كان لدي استراحة طويلة لمدة تسعة أشهر”. “شاركت في السجادة الحمراء والفعاليات، لكنني لم أكن أصور. بصراحة لم أكن قادرة على التصوير على أي حال خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل لأنه كان حملًا صعبًا بالنسبة لي. كانت الأشهر الأربعة الأولى صعبة لذا كان من المستحيل عليّ العمل”.
ومن المفارقات أن هذه هي الطريقة التي تمكنت بها من إبقاء حملها طي الكتمان حتى أصبحت مستعدة لمشاركة الخبر مع العالم في سبتمبر الماضي، عبر منشور مؤثر على إنستغرام أشار إلى الصعوبات التي كانت تمر بها الأمهات الأخريات بسبب الصراع في المنطقة. “اعتقدت أنني سأعمل خلال الأشهر القليلة الأولى من حملي لكنني لم أستطع. لم أخرج. بقيت في المنزل واسترحت. لذلك، لم يلاحظ أحد!”.
ظهرت كارمن آخر مرة على غلافنا قبل ثلاث سنوات في مرحلة مفصلية من مسيرتها الفنية، حيث اختتمت الموسم الثالث والأخير من مسلسلها المميز “عروس بيروت”. ومنذ ذلك الحين، حرصت على تنويع الأدوار التي تؤديها، مُضفيةً على الشخصيات حسها الدرامي المميز. لكن هذا الدور سيظل يُربط بها دائمًا. “أحب الناس هذا المسلسل كثيرًا. أحيانًا لا يُنادونني بكارمن في الشارع. يهتفون: عروس بيروت!”
في آخر مرة تحدثنا فيها، كان شغفها العميق بمهنتها جليًا. ولم يتزعزع هذا التفاني. “أُخصص وقتًا طويلًا لقراءة النص والتعمق فيه؛ هذه هي المرحلة المُقدسة بالنسبة لي. لذا، كلما كنتُ أعمل على مشروع، أحب قراءة النص مرارًا وتكرارًا. أبدأ بتخيل حركاتها، أسلوبها، طريقة كلامها، مشيتها، كل شيء. ثم أحاول استلهام أفكار من حولي ممن قد يُشبهون هذه الشخصية، أو من لديهم نفس شخصيتها.
أُلاحظ كثيرًا – هذا جزء من كوني ممثلة، رحلة التمثيل. أعتقد أن الممثل مُراقب. أُعجب وأُفتن بمن أمامي. كلما كنتُ في عمل، أُلاحظ، أتذكر أشخاصًا يُشبهون هذه الشخصية، ثم أبدأ بالمبالغة وتجربة أشياء جديدة، لكنني دائمًا أُبقي مساحة للخيال والارتجال في موقع التصوير. أحب أن تكون الأمور طبيعية.”
تقول لنا: “شغفي الرئيسي هو التمثيل، والعمل في موقع التصوير”، بينما كنا نتناقش حول ما إذا كان الانسحاب خيارًا متاحًا. في عالم يسعى فيه الجميع للشهرة لمجرد الشهرة، لم يكن هذا هدفها أبدًا، نظرًا لحرصها الشديد على خصوصيتها. ولكن هناك جوانب من الشهرة تستمتع بها. عند الحديث عن عالم الموضة، واختيار الملابس المناسبة للظهور، تُقر قائلةً: “هذا هو الجانب الذي أتنفس فيه. أستمتع بتصوير الأزياء الراقية والمجوهرات. الجانب الساحر من عملنا ممتع للغاية. يُتيح لنا إظهار جانب مختلف من شخصيتنا، جانبنا الأنثوي. أستمتع به حقًا”.
تُصرّ على أن مفتاح النجاح هو تحقيق التوازن، على الصعيدين الشخصي والمهني. تحكّم بما تستطيع، لكن لا تُصرّ على الالتزام بأمور تتطلب التكيف. “أحلامي واضحة تمامًا. لديّ فكرة عامة عمّا أحبّ فعله وما أريد فعله. لكنني لا أخطط للمستقبل كثيرًا. لا أضع خطةً ثابتةً وألتزم بها. لستُ من النوع الذي يقول: “سأفعل هذا العام المقبل، أحبّ أن أتبع حدسي، أحبّ أن أفاجأ بالمستقبل. لذا، أحاول أن أحافظ على التوازن”.
تتطرق إلى موضوع التوازن عند الحديث عن التغيير الجذري الذي قد يُحدثه الطفل في حياة المرء. وتتساءل عما إذا كان بإمكانكِ الحصول على كل شيء، وتُصرّ قائلةً: “لا أستطيع أن أقول إنكِ لا تُضحين ولن تُساومين، هذا أمرٌ مؤكد. إنه أمرٌ لا مفر منه. ولكن في الوقت نفسه، يُمكنكِ الحصول على كل شيء – لكنكِ ستُضحين وتُساومين”. وتُضيف: “الحياة مع طفل مختلفة. أنتِ تُفكّرين فيه طوال الوقت. أولوياته الآن أهم من أولوياتكِ. لذا، ستُضحين بطريقةٍ ما، وتُقدّمين تنازلات، ولكنه خيارٌ تتخذينه طواعيةً”.
لم تخطر ببالها قط فكرة ترك مهنتها. تقول بحماس: “لن أفكر في ذلك. طموحاتي واضحة، لديّ أحلام كثيرة، وأنا شغوفة بعملي. أعلم أنني سأستمر في ما أحب. لكن في الوقت نفسه، أعلم أنه عندما أحتاج إلى استراحة، يمكنني أخذها. حدث هذا العام الماضي. حملت، فأخذت استراحة. الأمر ليس سهلاً. عندما تكون في مشروع، تكون مثقلًا بالأعباء، لديك ساعات عمل مكثفة، تُصوّر كثيرًا، وتنجذب إلى شخصية ما. قد يكون الأمر معقدًا. لذلك أحيانًا لمدة أربعة أو خمسة أشهر، يكون الأمر مكثفًا للغاية. بعد مشاريع كهذه، عليك أخذ استراحة، لذا فالأمر في ميزان القوى”.
كارمن معروفة برغبتها في حماية حياتها الشخصية، فكيف أثّر وصولها الجديد على قرارها هذا، بالنظر إلى مدى اهتمام معجبيها بهذا الفصل الجديد من حياتها؟ “أعتقد أن الأمر سيبقى كما كنتُ دائمًا. أنا أحافظ على خصوصيتي، وهذا جزء من حياتي الخاصة.ويزداد الأمر سوءًا لأنها الآن طفلة. إنها ليست صاحبة القرار، لذا سأحميها، ومهما قررت مشاركة أي شيء عن نفسها، ستفعله عندما تنضج وتدرك ذلك. لكن في الوقت الحالي، بالتأكيد، سأحافظ على خصوصيتي”.
لقد غيّرتها الأمومة جذريًا. “يا إلهي، لقد غيّرتني. لطالما تعاطفتُ مع الآخرين، وشعرتُ بهم… لكن الآن، لا أستطيع حتى تخيّل ما يمرّ به الناس بعد فقدان طفلهم أو رؤيتهم يعانون لأسباب لا يستطيعون تغييرها. الآن أستطيع أن أرى الأمر بوضوح أكبر. طفلتي – إنها قلبك، إنها جزء منك – أنتِ ترينها تمر بكل هذا… لذا، نعم، إنه منظور آخر. عندما كنتُ حاملًا، ظننتُ أنني أعرف ما أشعر به، لكنني الآن أشعر به حرفيًا في أعماق ذاتي وقلبي. كل ما أفكر فيه هو رغبتي في حمايتها، كيف أريدها أن تشعر بالأمان. أريد أن أمنحها كل شيء”.
هل تتقبل ابنتها أن تحذو حذوها؟ تقول: “على أندريا أن تفعل شيئًا تحبه. هكذا أريدها أن تتبع طريقي. فعلت ما أحب. أريدها أن تفعل ما تحبه”.
الصورة الرئيسية: أقراط من الذهب الأبيض مرصعة بأحجار ياقوت إجاصية، وألماس، وياقوت مصقول، وألماس مرصع بحجر باڤيه؛ عقد متعدد الألوان من الذهب الأبيض مرصع بحجر ياقوت أزرق ملكي، وياقوت مصقول، وألماس مرصع بحجر باڤيه؛ خاتم متعدد الألوان من الذهب الأبيض مرصع بحجر ياقوت وسادة، وياقوت مصقول، وألماس، وألماس مرصع بحجر باڤيه، بسعر الشراء الأصلي، جميعها من مجوهرات بولغاري الفاخرة. فستان، 14,900 درهم إماراتي، من جيامباتيستا فالي.
تصوير: ألفارو غراسيا، تنسيق: نور بو عز، منسق أزياء المواهب سيدريك حداد. مكياج: جيانلوكا كاسو من MMG Artists. تصفيف الشعر: مامريز عباسي من Green Apple Italia. منتج أول: ستيف هوكر. منتج: جان مارك موندليت. مساعدة تنسيق الأزياء: سيرينا كامبيرشيولي.
من عدد هاربرز بازار العربية لشهر يونيو 2025
اقرؤوا أيضًا: