Posted inهاربرز بازار أخبار

علا فرحات نجمة غلاف هاربرز بازار السعودية لصيف 2025

علا بين البريق والواقع!

علا فرحات نجمة غلاف هاربرز بازار السعودية لصيف 2025 تحدثنا النجمة الأنيقة دائمًا عن الوجه الآخر لوسائل التواصل الاجتماعي، وسعيها للبساطة، وحبها العميق للسعودية… “علا فرحات المشهورة على إنستغرام ليست علا التي يعرفها أهلي وأصدقائي”، استهلال جريئ لنجمة غلاف هاربرز بازار السعودية التي تتحدث مبتسمة الثغر لتعرفنا أكثر عن نفسها. فهي المؤثرة البالغة من العمر 35 عامًا التي يتابعها أكثر من 1.4 مليون شخص على حسابها الرسمي. وتوضح: “لا أمتلك شخصيتين، لكن حتمًا هناك فرق يظهر تلقائيًا”.

تلك الكلمات أثارت في أنفسنا الفضول للتعرف عما قد تعنيه، وهنا طرحنا السؤال إذًا ما هي نصيحتك لكل شخص يطمح أن يسلك طريقك؟ أجابت ببساطة:”ابدأ، وانشر مع حرصك على أن تكون صادقًا مع نفسك، وذلك أمر ليس سهلًا دائمًا، لا سيما عند التعامل مع علامات تجارية كبرى، والسعي لتقديم أفضل ما لديك. لا بد أن تُبرز شيئًا يميزك، شيئًا يعكس ذاتك. في أيامنا هذه، باتت الكثير من الشخصيات تتشابه، لأن العامة يتبعون عادة ما هو رائج. لكن حين تضع لمستك الخاصة، تظهر قيمتك الحقيقية. اكتشف موهبتك، ودعها تعبر عنك.”

فعلًا، خذوا الحكمة من أفواه الحكماء، وعلا بلا شك أهلٌ للنصيحة. فهي واحدة من أبرز وجوه الشرق الأوسط، التي تعاونت مع كبرى دور الأزياء والمجوهرات والتجميل، أمثال: (غوتشي، سواروفسكي، وإستي لودر). كما وذاع سيطها بكفاءتها في كل ما يُوكَل إليها، حتى إن كسرًا في قدمها لم يمنعها من السفر إلى الرياض لتصوير هذا اللقاء!

لعل أكثر ما شجع علا على إجراء هذا الحوار؛ هو موقع تصويره في السعودية التي تحمل مكانة خاصة في قلبها بل وتعتبرها موطنها الثاني لأن زوجها هاشم سعيد هاشم سعودي الجنسية والذي التقت به في صيف 2018. وأثمر عن زواجهما ابنتها الصغيرة ليلى التي تحمل جذور وجنسية والدها.

تخبرنا علا:”بدأت زيارة المملكة منذ خطبتي، وشعرت بانتماء حقيقي للمجتمع، ولأهل زوجي وأصدقائه. أصبح لدي فهم أعمق للثقافة السعودية بفضلهم. من أجمل ذكرياتي حين اصطحبت ليلي لأول مرة إلى السعودية، كانت لحظة مميزة. ذهبنا إلى أحد المراكز التجارية، وبدأ الناس بالتعرف علينا، وكانوا يعرفون ليلي ويبدون محبتهم لها. كان شيئًا لطيفًا، إذ أطلقوا عليها لقب ’بنتنا‘، لأنها سعودية من والدها. ليلي مطلعة على ثقافتها جيدًا، ونحن نحرص على الحديث معها عنها باستمرار. الأمر بالغ الأهمية. كذلك، لأسرتها من جهة والدها تأثير واضح، إذ تراهم كثيرًا وتتعلم منهم الكثير بطريقة عفوية.”

ويبدو أن ليلي اعتادت على أضواء الشهرة، تمامًا كوالدتها المعروفة بحضورها الدائم في الصفوف الأولى لعروض الأزياء والمناسبات الرفيعة. لكن علا لا تأخذ ذلك كأمر مسلم به، بل تصرح بحماسة:”مجرد التواجد في تلك الأماكن يثير في الحماسة. أحيانًا يبدو الأمر وكأنني أحلم، لا سيما عندما أكون في عرض أحد المصممين الذين كنت أحبهم منذ طفولتي. معظم العلامات التي أتعامل معها كانت يومًا ما جزءًا من أحلامي.

التواجد في العروض أمر استثنائي، وأحيانًا أتلقى حقيبة من إصدار جديد عبر البريد، فأشعر أنني أعيش في حلم. أتساءل بيني وبين نفسي: هل هذا حقيقي؟”

وكما في كل مهنة، هناك محطات فارقة تؤكد للمرء أنه يسير في الطريق الصحيح. تخبرنا علا فرحات بفرح: “إحدى أبرز المحطات في مسيرتي كانت تصدُري غلاف هاربرز بازار جونيور لعدد ربيع وصيف 2023. أحيانًا لا أصدق أنني تصدرت الغلاف بالفعل مع ابنتي! فهو ليس مجرد حدث كبير بل محظة عظيمة في حياتي”.

ولمن لا يعرف، فإن علا لم تبدأ رحلتها في عالم الموضة من بوابة الشهرة والأضواء، بل كانت تعمل في وظيفة مكتبية ضمن مجال التخطيط والتمويل. تقول: “كنا في ذلك الوقت أربعة أو خمسة أشخاص فقط نشارك المحتوى. أعتقد أن الأمور كانت أسهل حينها، لأن الناس لم يكونوا يشاركون كثيرًا”.

لكنها –كعادتها– تتواضع دائمًا في تقدير ذاته وإنجازتها. ما يميز علا هو لمستها الخاصة، إذ تقول ضاحكة: “أحب دومًا أن أضيف لمسة تنبض بالحيوية والطاقة، تلك اللمسة التي تحمل ‘ومضة’. أسلوبي في المجمل كلاسيكي، لكنني أحب أن أضيف عنصرًا نابضًا بالعصرية، إن كان مظهري محايد الألوان، أختار حذاءً بكعب وردي يضفي طابعًا مختلفًا. لأنني في النهاية أحب كسر القواعد.” لذا، لم يكن مفاجئًا أن تُتوج مؤخرًا بلقب “مؤثرة الموضة العربية لهذا العام” ضمن جوائزإيمي غالا للموضة والجمال.

التحديات هي أمرًا مفروغ منه في جميع المهن أيًا كانت، وهنا تشدد علا:”بصراحه لا أشعر أن ما أفعله يُعد وظيفة بالمعنى التقليدي. حينما تحب ما تقوم به بصدق، لا تشعر أنك تعمل”. لكنها تعترف كذلك بأن الإرهاق يتسلل إليها أحيانًا. “كل صانع محتوى يمر بلحظات يشعر فيها بالضغط. أحيانًا أنعزل لأجد راحتي. لكن خوارزميات المنصات لا تساعد، إذ يجب أن تبقى حاضرًا باستمرار لتستمر بالنمو. أنا لست محصنة ضد الاحتراق الداخلي، لكنني تعلمت كيفية التعامل معه.”

ولا تتجاهل علا التناقض القائم بين مشاركة حياة فاخرة على وسائل التواصل، والواقع العالمي المليء بالأزمات، لاسيما في منطقتنا. فتقول بصدق: “الوضع في منطقتنا صعب، وأحيانًا أجد صعوبة في الحديث عن الموضة أو الرفاهية وسط كل ما يحدث من حولنا.”

وكغيرها من الأسماء اللامعة في المجال، بدأت علا تفكر في توسيع آفاقها خارج حدود المحتوى الرقمي. تقول: “أنا من معجبي نيجين ميرصالحي وتبهرني قصة تأسيسها لعلامتها جيزو وكيف نمتها بشغف وصبر حتى أصبحت تنافس علامات عالمية. قصتها تلهمني كثيرًا. وأحيانًا أفكر: ربما حان الوقت لبدء بناء علامة تجارية خاصة بي. وربما أدخل مجالات أخرى، مثل العافية والصحة – لأنني شغوفة حقًا بهذا المجال. الوقت وحده كفيل بأن يكشف الوجهة القادمة.”

وفي خضم جدولها المزدحم، توفق علا بين الأمومة والعمل ببراعة. لكن هل ترغب أن تسلك ليلي الطريق ذاته؟ تجيب بتردد صادق: “نعم ولا. أشعر أن الأطفال اليوم ينخرطون في عالم التواصل الاجتماعي في وقت مبكر جدًا. أنا بدأت في منتصف العشرينات، ومع ذلك أثر ذلك في نفسيًا. كنت حينها لا أزال أبحث عن ذاتي. أريد أن تحيا ليلي طفولتها بعيدًا عن العالم الرقمي، أن تعيش اللحظة، وتكون صداقات حقيقية. لكن عندما تكبر وتتعرف إلى نفسها خارج الإنترنت، سأفرح بالطبع إن اختارت أن تسير على خُطاي. وسائل التواصل مليئة بالضغوط والأحكام، وتتطلب شخصية قوية تعرف من هي، وتحب ذاتها.”

وقد كانت صريحة بشدة حينما شاركت تجربتها في تأخر الإنجاب والإجهاض. “كنت في منتهى الصدق في رحلتي مع التلقيح الصناعي. وصلت إلى مرحلة تعبت فيها من مشاركة اللحظات المثالية فقط. أردت أن أقول للناس إن هذا الحمل لم يأتِ بسهولة. البعض ينظر إلى حياتي ويظن أن كل شيء يسير بسلاسة: الزواج، الحقائب، السفر. لكن الحقيقة غير ذلك. لأول مرة شعرت برغبة حقيقية في أن أكون صادقة. تواصلت معي كثير من النساء وشاركنني قصصهن. لم أندم لحظة على مشاركتي.”

لقد غيرت تجربة الأمومة كل شيء. تقول: “يا إلهي، كم غيرت حياتي! أشعر وكأن عقلي قد أعيدت برمجته. أصبحت إنسانة مختلفة. لا أحد يحذرك من هذا التغير – أصدقائي تغيروا، اهتماماتي تغيرت، بل حتى مفهومي للمتعة تغير. عدت إلى العمل والسفر، لكن المتعة لم تعد كما كانت. استغرق الأمر وقتًا للتأقلم، واليوم أختار وقتي بعناية. ولو خُيرت، لقضيت كل وقتي مع ليلي.”

لحسن الحظ، كان زوجها داعمًا منذ اليوم الأول. تشاركنا: “نتشارك اللحظات الكبيرة مثل الأعياد، لكننا نحتفظ بالتفاصيل الصغيرة بيننا. دعم زوجي هو أحد أعمدة قوتي.”

ورغم كل هذه الهالة من الفخامة التي تحيط بها، تظل علا – التي نشأت في كندا – شخصية متجذرة في البساطة. وعندما سُئلت عن أكبر أمنية تتمناها لعائلتها، أجابت دون تردد: “حياة بسيطة. فالبساطة تحمل في طياتها قيمة عظيمة. أريد أن تحيا ليلي حياة هادئة، تحيط بها صداقات حقيقية، بعيدة عن ضغوط الظهور والمظاهر. أتمنى لها حياة ناعمة، بطيئة، وجميلة.” وبوجود أم مثل علا، يبدو أن ليلي تسير حقًا على خُطى ملهمة.

من عدد هاربرز بازار السعودية لصيف 2025

اقرؤوا أيضًا:

No more pages to load