الملكة إليزابيث الثانية
Posted inهاربرز بازار أخبار

الملكة إليزابيث الثانية: حياة حافلة وأطول مدة حكم في تاريخ التاج البريطاني

نستعرض في هذا المقال أبرز محطات الملكة إليزابيث الثانية على مدى سبعة عقود من توليها العرش البريطاني، سواء حرصها على بناء أفضل العلاقات مع أفراد الأسر الحاكمة في المنطقة أو إطلالاتها الملفتة التي تعكس أناقةً لا مثيل لها

حملت الملكة إليزابيث الثانية التاج الملكي البريطاني على مدى 70 عاماً، لتسجّل ثاني أطول فترة حكم في العالم بعد الملك الفرنسي لويس الرابع عشر. وتقلّدت منصبها يوم 6 فبراير 1952 بعد وفاة والدها الملك جورج السادس.
وبينما تتّشح المملكة المتحدة ودول الكومنولث بالسواد حزناً على وفاة ملكتهم، تستعيد مجلة هاربر بازار العربية أبرز اللحظات التي رافقت رحلتها الملكية طوال سبعة عقود.

اعتلاء إليزابيث العرش الملكي البريطاني

تقلّدت الملكة إليزابيث الثانية التاج الملكي البريطاني بعمر 25 عاماً، وكان ابنها شارلز في عمر ثلاث سنوات وقتها هو الوريث الشرعي. “أعلن أمامكم بأني سأكرّس كل حياتي في خدمة الشعب البريطاني وعائلة الإمبراطورية العظيمة التي نعيش جميعاً تحت كنفها”، هذا ما قالته سيدة بريطانيا قبل استلام مهامها الملكية بثلاث سنوات.

الملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب
الملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب


نجمة الشاشة الأولى

لم تسجّل الملكة إليزابيث الثانية أي مقابلة رسمية على شاشة التلفاز طوال حياتها، ولكنها من أوائل الشخصيات التي ظهرت على شاشات التلفاز، وكان ذلك خلال مراسم تتويجها داخل دير وستمنستر في يونيو 1953، لتواصل بعد ذلك الإطلالة من وراء الشاشة عبر خطاباتها كل سنة في شهر ديسمبر بمناسبة عيد الميلاد المجيد، وتحوّل هذا التقليد إلى حدث احتفالي تنتظره كل عائلة في بريطانيا. وفاجأت الملكة أفراد شعبها عندما توجّهت إليهم في خطابها الخمسين عبر موقع يوتيوب.

العلاقات الإقليمية

يرتبط التاج الملكي البريطاني بعلاقات تاريخية وثيقة مع دول منطقة الشرق الأوسط، خاصةً البحرين والكويت وقطر وعُمان والإمارات العربية المتحدة. وحرصت الملكة على تعزيز هذه العلاقات حتى نهاية حياتها، لأنها وجدت الكثير من القيم والتقاليد المشتركة مع أفراد العائلات الملكية في المنطقة، سواء على المستوى الرسمي أو الشخصي، لا سيما مسابقات الفروسية.

الأكثر شهرةً على الإطلاق

لطالما طغى حضور الملكة إليزابيث الثانية على أي لقاء جمعها مع كبرى الشخصيات مهما بلغت شهرتهم العالمية، ومنها مقابلتها لفرقة بيتلز عام 1965 واجتماعها مع طاقم رحلة أبولو 11 في قصر باكنغهام بعد انتهاء مهمتهم على سطح القمر عام 1969، مروراً بلقائها مع الأيقونة مارلين مونرو التي كانت في مثل عمرها، حيث عبّرت الملكة عن إعجابها الشديد بشخصية النجمة الأميركية الشابة، وصولاً إلى شارلي شابلن عندما منحته الملكة رتبة فارس عام 1975. حتى أنها لم تتعرّف في البداية على النجمة مادونا خلال لقائهما على هامش العرض الأول لفيلم Die Another Day عام 2002، وقد أبدت الملكة دهشتها عندما علمت بأن مادونا هي من قامت بأداء شارة الفيلم.

أقامت الملكة حفل عشاء على شرف الرئيس الأمريكي جون فيتزجيرالد كينيدي (أقصى يمين الصورة) مع زوجته جاكلين كينيدي (منتصف الصورة نحو اليسار) في قصر باكنغهام. وتألقت الملكة (منتصف الصورة نحو اليمين) في فستان من تصميم نورمان هارتنيل، بينما ظهرت السيدة الأولى الأمريكية بفستان من علامة Chez Ninon.

حس الفكاهة

لطالما أظهرت الملكة ذلك الجانب المرح من شخصيتها، وأتقنت فن الدعابة بذكاء ملفت طوال حكمها. حيث أطّلت على الجمهور في فيلم قصير مع الممثل دانيال كريغ (جيمس بوند) خلال أولمبياد لندن، واستقبلت شخصية الدب بادينغتون الكرتونية في جلسة لتناول الشاي احتفالاً بمرور 70 عاماً على اعتلائها عرش بريطانيا، كما ظهرت في مشهد راقص مع الرئيس الراحل نيلسون مانديلا في قاعة ألبرت الملكية.

العائلة في المقام الأول

تشكّل العائلة بالنسبة للملكة إليزابيث الثانية أولويةً قصوى، حيث ازداد عدد أفراد هذه العائلة بشكل ملفت في فترة حكمها. وتضمّ أسرة الملكة أربعة أولاد وثمانية أحفاد و12 فرداً من أبناء الأحفاد، أصغرهم سيينا إليزابيث مابيلي موزي ابنة الأميرة بياتريس التي بلغت مؤخراً عامها الأول. وبينما يشارك بعضهم، مثل الأمير ويليام، في تفاصيل الحياة العامة ويتواجدون في المناسبات الوطنية، يعيش البعض الآخر بعيداً عن الأضواء مثل ابن الأمير إدوارد جيمس، الشاب بعمر 14 ربيعاً.

الشغف بالحياة الريفية

أبدت الملكة إليزابيث الثانية شغفاً بقضاء وقتها في الأرياف، وهذا ما كشفته رحلاتها إلى قلعة بالمورال ومقرّ الإقامة الملكيّة في قرية ساندرينغهام، حيث عكست إطلالاتها مع الأوشحة المزينة بالتقليمات المتقاطعة أو المصنوعة من أقمشة الحرير والتويد الراحة والعفوية التي تستمتع بها هناك. وشرحت الأميرة يوجيني في الفيلم الوثائقي الذي تطرّق إلى وجهات الملكة المفضّلة لقضاء العطلات بعنوان Our Queen at Ninety، بأن جدتها تمضي عطلاتها الريفية وهي تستمتع بالمسير والنزهات واللقاءات الاجتماعية، كما تقضي الكثير من الوقت مع الكلاب الأليفة. وغالباً ما كانت تتجول في أرجاء ممتلكاتها على ظهر الخيل، لأن الفروسية تشكّل أحد أهم هواياتها.

أناقة ملكية

ارتبطت إطلالات الملكة إليزابيث الثانية بالألوان الجريئة والمجوهرات الفاخرة وحقائب اليد من علامة Launer. وأشرف على تنسيق أزيائها مصممون مخلصون أمثال هاردي أمييس ونورمان هارتنيل وستيورات بارفين، إلى جانب أنجيلا كيلي. وحرصوا جميعا على تصميم إطلالات مذهلة من المعاطف والقبعات المتطابقة والإكسسوارات المتألقة باللآلئ مع دبابيس زينة مميزة للغاية. وجاء تصميم كل قطعة خصيصاً للملكة بأسلوب حمل في الغالب الكثير من المعاني. وهذا ما ظهر مثلاً في إطلالتها خلال حفل افتتاح أولمبياد لندن عندما ارتدت اللون الوردي الذي لا يتواجد في أي علم وطني للدول المشاركة، في إشارة إلى نظرتها الحيادية ودعمها للتنافس الرياضي الشريف.
لقد كرّست الملكة إليزابيث الثانية حياتها لخدمة وطنها وشعبها، وستبقى ذكراها حاضرةً في الوجدان الإنساني على طول الأيام

وفاة الملكة اليزابيث الثانية عن عمر يناهز 96 عاماً

No more pages to load