Posted inهاربرز بازار أخبار

إرث براق: الأميرة لمى بنت فواز آل سعود تتحدث عن الدرعية والإيجابية والمسبحة الماسية!

هي جزء لا يتجزء من كتابة فصلًا جديدًا لتاريخ المملكة العربية السعودية، حيث الطموح اللامتناهي، المستقبل الأكثر إبتكارًا، والوعود الجديرة بالوفاء.

نمت كالبذور وسط الأزهار بأحلام ذات طموح أكبر من الواقع، حيث تفتح الأميرة لمى بنت فواز آل سعود قلبها وتحدثنا بصدق وشفافية عن نشأتها:”على خطى أقراني، حلمت بأن أكون طبيبة أو طيارة، أي أن أصبح امرأة مهمة الشأن لها تأثير جليل. لكن عندما حان الوقت الفعلي، فإن الاختيارات آنذاك كانت محدودة، ولم أشعر بالانتماء لأي مما كان متاح”.

آنذاك، وقع اختيار سمو الأميرة على قطاع الإدارة المالية، وهو ما لم يشعل بجوهرها شرارة الحماس أبدًا، فحادت عن المسار بخطوة بسيطة لتنتقل إلى قطاع إدارة الأعمال، ليتولد فعليًا شغفها الحقيقي بمجال الاتصالات. وتصرح: “أدركت أن العلاقات العامة هي أكثر من مجرد سرد القصص”. وتستكمل: “إنها دعوة للناس بأن يكونوا جزءًا من الرحلة، بل وتسمح لهم بتكوين الانطباعات، لتبنى الروابط ذات المعنى بين المؤسسات والجمهور”.

عندما يتولد الشغف، تبدأ المغامرة، ومن هنا قررت الأميرة لمى استكمال دراستها والحصول على درجة الماجستير في التسويق وإدارة الأعمال والاتصالات ووسائل الإعلام بجامعة السوربون في باريس، حيث صقلت مهاراتها وعمقت فهمها لقوة السرد القصصي. وبينما نتحاور، استذكرت سموها أيام الجامعة لتعلق: “كنت أبدع في كتابة روايات لها تأثير قوي وإلهام أقوى”.

وبالعودة إلى الحاضر، بينما تواصل السعودية ريعان التطور والنمو، وتنشئة جيل جديد من القادة لتشكيل مستقبل المملكة، تأتي الأميرة لمى بنت فواز آل سعود كواحدة من باقة الشباب السعوديين الذين يضيفون مزيجًا فريدًا من الإبداع والابتكار والشغف إلى ما يؤول إليهم. وبأسلوبها الكلاسيكي البسيط، تجسد الأميرة الأناقة والرصانة التي تحدد رؤى الشباب في المملكة.

ولعل ما يحفزها على كل ما تقوم به من جهود في نمو البلاد وتطورها هو إيمانها الراسخ بأن هذا التغيير لا يأتي إلا بالقيادة الجريئة والرؤية المستقبلية الواضحة مع إرادة الشعب. وتوضح: “إنه مزيج متوازن بين احترام تراثنا والالتزام بآليات التقدم والتطوير، ولقد أوجدت رؤية 2030 خارطة طريق تمكّن القطاعات المتنوعة، بدءًا من السياحة مرورًا بالترفيه ووصولًا إلى التكنولوجيا وريادة الأعمال، لنمو كل منهما بشكل يضع السعودية في محل الريادة”.

عندما سألتها عن تجربة كونها امرأة عاملة داخل السعودية، أبهرتني إجابتها ذات الفكر الأصيل الذي يجهله الإعلام الغربي:”عندما يتحدث الناس أمامي عن تمكين المرأة في السعودية، أتعجب من قصور معلوماتهم عن الواقع”. وتستطرد: “لطالما كانت للسعوديات إمكانيات ودافع وصلابة، كل ما كان ينقصهن فقط هو الفرصة المناسبة لإظهار قدراتهن. أما اليوم، فهن ليسوا فقط ناجحات، بل هن قائدات ومبتكرات لهن مساهماتهن المؤثرة في كل القطاعات”.

وبينما تتحدث سمو الأميرة، زاد حماسها أكثر واستكملت: “والتقدم الذي نعيشه اليوم ليس مفاجئًا بالنسبة لي. إنه نتاج استثمار الفرص بشكل فعال. لقد حظيت بشرف العمل إلى جانب نساء سعوديات استثنائيات يعيدن تعريف النجاح، ولديهن من الإصرار والعزيمة لإثبات أن إسهاماتهن ليست بظاهرة جديدة، ولكنها امتداد طبيعي لما كن عليه دائمًا”.

صدقت الأميرة وأوفت في التوضيح، فهي حفيدة لجدتين رائدتين في مجال الأعمال، يقودان المشاريع ويظهران القوة والطموح اللذين كانا دائمًا جزءًا من هوية المرأة السعودية. وتشدد الأميرة لمى:”تثبت لي رحلتهما أن النجاح ليس وليد انتظار الفرص، بل نتاج إدراك قيمتك الحقيقية وخلق مسارك الخاص”.

من خلال دورها في قسم الاتصالات والعلاقات العامة في الدرعية، تلتزم الأميرة لمى بإحداث أثر ملموس، وترى عملها وسيلة لتكريم جذورها:”ارتباطي بالدرعية هو أمر شخصي وعميق جدًا، فهي المكان الذي نمت فيه جذوري وتفتحت به أوراقي، ومنه يأتي الإلهام للأجيال القادمة. لذلك آمل أن يخلد إرثي كأحد البارزين الذين لعبوا دورًا ولو صغيرًا لكن ذا معنى في بناء مشروع رائع والحفاظ على قصته، ومشاركة أهميته مع العالم”.

مثلها كمثل العديد من المبادرات السعودية الواعدة، تشكل الدرعية قوة تلاقي الإبداع مع احترام روح التراث، من خلال الاحتفاء وتكريم كل ما هو عتيق مع إبراز عناصر التنمية. وتعتقد الأميرة لمى أن هذا المزيج بين الماضي والحاضر ضروري لتشكيل مستقبل البلاد، وتصرح: “علينا أن نكرم تراث الأمس بينما نبني مستقبل وتقدم الغد”.

هذه الإيدولوجية المبهرة لا تطبقها سمو الأميرة لمى على المستوى العملي فحسب، بل هي أيضًا انعكاس لما عليها حياتها الشخصية وأسلوبها الذي يجمع بين الأناقة السعودية التقليدية واللمسة العصرية الحيوية. فهي من محبي المجوهرات التي تحمل قصة، خاصة التصاميم التي تعكس تراثها الثقافي، وتخبرنا:”المجوهرات وسيلة قوية للتعبير عن الذات وأؤمن أن كل قطعة وكل أسلوب يعكس الثقة بقدر ما يشعر الشخص الذي يرتديها بالارتباط بها”.

وبالنسبة للأميرة لمى، فإن القطع التي صممت لها خصيصًا هي أكثر من مجرد تباهٍ بالأناقة، بل هي وسيلة حقيقية للارتباط الوثيق بهويتها وثقافتها. وعلى سبيل المثال، تروي لنا سموها قصة ارتباطها بالمسبحة ذات حبات اللؤلؤ والمطعمة بأناقة بالألماس والتي أهدتها لها جدتها بعد أن أهداها زوجها عن والده الراحل الملك سعود –طيّب الله ثراه- وكانت هذه الهبة على شرط واحد: “من يدي إلى رقبة زوجتك” أي أن تهدى من بعده إلى زوجة ابنه. وبينما اختلط الحماس بالبهجة في صوت الأميرة لمى عندما بدأت في رواية هذه القصة، استكملت بكل حب: “روت لي جدتي هذه القصة التي غمرت قلبي بالدفء الذي لا يمكن وصفه، وبات ارتداؤها بالنسبة لي رمزًا للحب والاحترام والروابط العميقة التي كانت تجمع بين جدي وجدتي”. وتستكمل:”بالنسبة لي، هذه القطعة هي أكثر من مجرد إرث، إنها المعنى الواقعي للتفاني والشرف الذي نتوارثه عبر الأجيال”.

تدرك الأميرة لمى تأثير السرد القصصي في تشكيل الانطباعات والإلهام، وترى أن السرد الفعال يمكن أن يجمع الناس ويعزز التعاطف والروابط ذات المعنى. وتشرح: “السرد هو جوهر عملي، وبالنسبة لي يتعلق الأمر بصياغة الروايات ومشاركتها مع الناس لتحفزهم في اتخاذ القرارات ذات التأثير الخالد”.

أما عن رؤيتها المستقبلية، يتملك الحماس الأميرة لمى لما يحمله الغد من فرص ثمينة بفضل دخول السعودية عصرًا جديدًا يسوده الابتكار وريادة الأعمال مع الإبداع. وتصرح: “نحن لا نستعد للمستقبل، لأننا من نشكله بكل شجاعة ورؤية بعيدة المدى”.

هذه المشاعر هي الدافع القوي لشغف الأميرة لمى، التي تؤمن أن الشباب السعودي لهم دور حاسم في تشكيل مستقبل المملكة، لذلك تسهم لإلهامهم وتمكينهم. ومن خلالنا تخاطبهم: “إلى كل شاب سعودي يقرأ هذا، رسالتي لك بسيطة: (أمن بنفسك، فحتى أصغر الجهود قد تترك أثرًا دائمًا. الطريق أمامك لترسمه. ابحث عن شغفك، ونميه، وكن قائدًا برؤية مشرقة)”.

من عدد هاربرز بازار السعودية لربيع 2025

حوار: مريم مصالي/ ترجمة: رودينا ناصر/ تصوير: عامر محمد/ تنسيق الأزياء: إيموجين ليجراند

No more pages to load