فوتوغرافيا الأسود والأبيض تبحر بالأختين هاجر وشذى عبرجزر فرسان
بسردية بصرية من تدرّجات الأسود والأبيض وتنسيق من سمو الأمير محمد الكبير – القيّم الفنّي ومؤسس علامة بربل؛ يوافق العام 2023 رحلة معرض الشاطئ من جزر فرسان إلى العاصمة الرياض
امتدادً لتكليف من علامة بربل؛ يوثّق عرض أعمال مجموعة الشاطئ رحلة الفنانتين الأختين هاجر وشذى إلى جزر فرسان في منتصف شهر يوليو بصحبة منسقة الأزياء لولوا الودعاني، وعارضة الأزياء مرام عمر فاروق. بالإضافة إلى قطع مساهمة من علامات الأزياء: Lurline للأخوات: سارة وسهام البنيالي. Charah Studio للمصممة زينب. و Adelfés للأخوات: صبا، صيته، الجوهرة، والجازي العادل.
إذ تطفوا فنون الأختين فوق تموج سجادة من الأسود والأبيض؛ بابتكار يجعل من أسلوب التقييم الفنّي لدى علامة بربل فنًّا قائمًا على مبدأ تصميم تجربة الزوار. حيث تقدم الفكرة قراءة حسية لما يتوق إليه سكان الرياض؛ بدعوة إلى معرض الشاطئ مجازها «لأول مرة.. بربل حتجيب شاطئ للرياض!».
في السطور التالية حوار خاص من هاربرز بازار السعودية مع قيّم معرض الشاطئ – سمو الأمير محمد الكبير، والأختين الفنانتين هاجر علي وشذى علي.
القيّم الفني سمو الأمير محمد الكبير
يأتي انتقاء الوجهة البكر على سواحل البحر الأحمر باختيار من الفنانتين هاجر وشذى «دائمًا ما ترتبط جزر فرسان بذاكرة جيلنا والأجيال السابقة -وكذلك الأجيال التالية تراكميًا. كانت الرحلة بكل عقباتها جزء من التجربة ككل، وتمامها بجهد فريق متكامل، هم نجومنا: مها ويزيد في الرياض، سحر وفهد في جدة». وقد تم اعتبار أدق التفاصيل كـ «اختيار الموكيت بقص يدوي ليمثل البحر، كذلك شكّلت التركيبات الفنية أهمية بالغة لدينا؛ إذ تم تفصيل الخامات والمظلة بأسلوب خاص، كما قام الفريق بإيجاد حلول تلائم الوقت؛ كطلاء العوامة في فرن صبغ السيارات على سبيل المثال».
خلال موسم بربل من يناير إلى يوليو 2023، تمحورت الفكرة حول تنفيذ عمل من أجل الصيف «حرصنا في بربل أن نختتم الموسم بأضخم عمل قمنا به من ناحية التنفيذ. بعد أن افتتحنا بمعرض (فوليوم 2) شارك ضمنه الفنان ضياء عزيز – من أهم فناني المملكة، والفنان ربيع الأخرس – الذي عمل دوار الجمل في جدة، والأميرة ريم الفيصل – من أوائل من دخل الـ NFTs في المملكة، وكذلك الأمير سعد بن محمد، وعدد من الأسماء الكبيرة إلى جانب فنانين صاعدين. كنا نريد إيصال فكرة أن التجربة اليوم أهم من كل شيء، فالرحلة ذاتها هي ما يميّز جاليري أو معرض عن آخر».
كما يجيب سموه بشأن اعتماد فوتوغرافيا الأسود والأبيض: «يظهر جمال الفن بالأبيض والأسود، أي شيء قديم في مفهومنا هو أبيض وأسود – فهي مرتبطة ببعضها ضمنًا. كل شيء في الدنيا له قطبين: نهار وليل، شمس وقمر، صح وخطأ، أبيض وأسود؛ بينما دائمًا ما تكون المنطقة الرمادية غير محببة لدى كثير من الناس، وتشكّل مصدرًا للخوف! من حظنا أن ذلك كله اجتمع في ذات المعنى».
تقدم مجموعة الشاطئ 30 عملًا فنيًا – البعض منها ملونة، مثلًا: (لونلي بوت) بدرجات زراقها التي لا يمكن أن تظهر بالأسود والأبيض. بينما جميع الأعمال المعروضة كانت بالأسود والأبيض. «أنا مقتني أعمال وأسافر حول العالم من أجل الفنون؛ ونادرًا ما أجد معرض فوتوغرافي مستقل يقام لفنان واحد سواء في المملكة أو خارجها، كنت حريصًا أن يكون معرض الشاطئ غير مسبوق بفكرته وبمشاركة الأختين الشابتين للمرة الأولى».
شكّلت الأسماء المنتقاه بعدًا آخر لأعمال الشاطئ بفكر نقلها إلى ما يشبه الفيلم المتحرك، وذلك عبر تأويل من سمو القيّم – لرؤية تعكس إحساس المصورتين أثناء اللقطة الفوتوغرافية. تمامًا كما في عمل (كينج آرثر) الذي يقاس على «أسطورة ويلز لأكثر من 1000 سنة، إذ يقال في التاريخ بأن الملك آرثر ليس بشخصية حقيقية أصلًا ولكنه رمز للعدالة الملكية في السلم والحرب. منذ العام 1953 وحتى الآن؛ تم انتاج أكثر من 12 فيلم في هوليوود، فالطائر في هذا العمل كان قائدًا لمسار الطيور، إلى جانب نحت أمواج الشاطئ للجزيرة بحيث تشبه المنصة الملكية». وكذلك في عمل (ليتل تسونامي) «كانت الموجة الواحدة تغطي ربع الجزيرة وكأنها التسونامي التي ضربت في العام 2004».
الفنانة الفوتوغرافية هاجر علي
تعكس أعمال هاجر الفنية طبيعة فرسان البكر عبر دمج الفنون البصرية بفنون الأزياء، حيث تبدأ بتفاعل مع ذائقة متأمليها بشأن مسائل ملحّة تتناول أثر الإنسان وتمازجه مع البيئة؛ بالتقاط بقايا التمدن في (رمننس أوف هيومن هابت) وأبعاد مدرجات الأزياء في (بييتش رنوي) وعدد من الرسائل حول التراث البيئي – محورها تفاعل حواء المعبّر مع محيطها البكر. حيث يمكن للفنانة هاجر «القول في صورة واحدة؛ أكثر من آلاف الكلمات».
فمن عدسة فنون الأزياء: «بدايةً أنا هاجر – فاشن فوتوغرافي؛ من الضروري أن أُدخل لمستي في هذا المعرض امتدادً لهوية أعمالي. الفاشن يجمّل الصورة دائمًا بتساؤلات توصل المتلقي إلى ما نريد قوله؛ كنا نريد إيصال رسالة بأن الزي جزء من الطبيعة، فكيف أن تدرجات أزياء عمل (نايت بيرل) تتماشى مع البحر وتظهر كاللؤلؤة ذاتها!. وكما في عمل (بييتش رنوي) تأتي الأزياء امتدادً لتشكيل الطبيعة، أردنا الوصول إلى أن التقاء الفاشن بالطبيعة يعطي شيئًا مندمجًا».
وبشأن التعامل مع فوتوغرافيا الأسود والأبيض تعبر الفنانة هاجر أثناء حوارها مع بازار: «هذه أول تجربة، وقد كانت كبيرة جدًا، فكيف يمكننا التوصل إلى تمييز المشاهد للمكونات بين تدرجات الرمادي والدارك والأبيض؟ حيث يعتبر الأسود والأبيض من أصعب البدايات في التصوير الفوتوغرافي».
يعد معرض الشاطئ التجربة الأولى لهاجر بهذا النطاق «كان من ضمن أهدافي أن أقيم معرض مع أختي، وروح الفريق أضافت للأعمال؛ كذلك تجاوب الستايلست لولوا مع فكرة التوافق بين الأزياء وعناصر الطبيعة، والمصممات السعوديات وإرسالهم لقطع الأزياء من لندن دون مقابل، الحمد لله أن كانت هذه النتيجة المُرضية».
الفنانة الفوتوغرافية شذى علي
تبدأ أعمال شذى الفنية حوارً صامتًا يكتمل عبورًا بمرحلة تحرير الصور الفوتوغرافية، ووصولًا إلى نتائج لا تأخذ من البيئة وإنما تضيف إليها وجهة نظر تفصيلية أكثر قربًا «تم تحرير الصور فقط لإعدادات الطباعة، كنا نريد نقل صورة فرسان البكر دون أي تعديل لتصل إلى الناس وفي ذات الوقت يتبين عملنا أكثر». وذلك عبر تحليل طبقات عناصر اللقطة وعيًا بعدد من المدخلات الحسية: بصريًا (ليرز أوف نيتشر #1)، وسمعيًا (كوايت زون #2)، إلى جانب توازن النظام البيئي ومفارقات الكوارث الطبيعية!. ما يتيح مساحة للوقوف مطولًا أمام الأعمال التي تنقل تجربة الشاطئ إلى (الرياض) حقًّا!.
كما شكلت فوتوغرافيا الأسود والأبيض تحديًا كبيرًا للفنانة شذى، إذ تروي لهاربرز بازار «أنا وهاجر نحب الألوان، توقعنا مع موضوع الشاطئ شيء تملؤه الألوان؛ شكّل الأسود والأبيض تحديًا»، كذلك تعتمد شذى أسلوب التصوير بالجوال غالبًا «لأول مرة أستخدم عدسة 200-70، حدث ذلك سريعًا واكتشفت مهارات جديدة خلال جلسة التصوير، الحمد لله ساعدتني طبيعة المكان والهدوء الهائل. كان لدينا خبر بشأن عرض صور ملونة ضمن كتاب المعرض، ورغم ذلك حاولنا التماشي مع الثيم الذي أضاف قيمة للعمل، إضافة إلى ذلك لا أحد يتوقع الشاطئ بالأسود والأبيض، كان مفاجأة!».
ومن منظور فوتوغرافيا شذى، فإن الأسود والأبيض يمثلان «تناقض الإنسان، كل إنسان لديه جانبين أسود وأبيض! أفضل شيء أعجبني أثناء تحرير الصورة؛ وجود جميع الطبقات فكان من الأسود تدرجات إلى الرمادي وصولًا إلى الأوف وايت ثم إلى الأبيض الساطع! بالذات في لوحتي الكبيرة (شايننق شايلي #1) قرأها الناس بنفس الطريقة؛ لونين متناقضين وبينهما هذا التدرج».
وبإلهام من بيئة جزر فرسان فإن «الطبيعة البكر للمكان جعلتنا نرى كائنات حية بهذا العدد الكبير جدًا، فمثلًا أثناء التقاط صورة أختي هاجر (بيس بوينت) لم يكن هناك عمق في الماء ورغم ذلك كانت أسماك صغيرة تدور حولنا».
توثّق أعمال شذى الإحساس الحقيقي باللحظة «عبر فن التصوير نحن ننقل شيء معين دون شرح، يمكنني التحكم بنظرة المشاهد من خلال نقل هالة المكان وذات إحساسي أثناء التقاطها، وبعد عرض الأعمال على القيّم الفنّي وصل الإحساس سريعًا؛ فقام بتسمية كامل الأعمال خلال نصف ساعة، من الصعب شرح العمل ولكن كلمة واحدة قد تسهّل على المتلقي التوصّل إلى إحساس الصورة».
اقتناء مجموعة الشاطئ الفوتوغرافية من بربل
يختتم سمو الأمير محمد الكبير حواره مع هاربرز بازار مؤكدًا بأن الفن رسالة من وجهة نظر بربل ولتصل هذه الرسالة لابد من توفر أمرين: «التواضع والجاذبية». فيما يتعلق بالتواضع فإن «تواضع الإنسان أمر مفروغ منه؛ ولكن، التواضع بفنك: أن تنفتح على الآخر، هناك من يتمسك بأدوات معينة دون الانفتاح على تجارب جديدة وأين وصل الغير! لدينا مشكلة أن اقتناء الشخصيات الاعتبارية لعمل الفنان الصاعد؛ الأمر الذي يؤدي لاعتقاد الفنان بأنه أصبح بيكاسو زمانه وأن الأسلوب الذي قام به لا يمكن تغييره، وبالتالي يخسر المجتمع الفني فنان قد يكون فعلًا بيكاسو غدًا! لذا يجب أن يشكل اقتناء أعماله من الشخصيات الاعتبارية دافع للتطوير وتقديم الأفضل».
وبشأن الجاذبية «الاقتناء يرجع لذائقة الشخص، وأصعب بضاعة تباع في العالم هي الأعمال الفنية. ولكن الأهم من ذلك أن لوحة واحدة قد تُدخل إنسانًا ليس له في عالم الفن إلى ذلك المجال، عبر استفهامات يخلقها عملك. ويصير واحد من أمرين: إما أن يكتشف في نفسه شيء ويصبح فنانًا، أو يصبح مقتني أعمال يستثمر في الأعمال التي تبهر المتذوقين. أكثر ما يسعد الفنان أنه رقم واحد كأول عمل للمقتني، من وجهة نظري هذه هي الرسالة العظمى للفنان».
كما يهمنا أن نقدم في بربل شيء مختلف «أجمل تعليق وصلنا من أحد رواد المجتمع الفني بجدّة والرياض؛ بأنكم رفعتم السقف بتغيير مفهوم المعرض من خلال بساطة المُخرج وعمق العمل القائم خلفه». كذلك تفخر بربل بعمل أول كورس في تاريخ المملكة: لكيف تكون معماري في الميتافيرس؟ بعنوان (ميتا كلتشر) مع المعماريين: أنطوان من إيطاليا، وزينب من تركيا – هم أول منصة تقدّم ذلك على مستوى العالم.
في الختام «نشكر شركاء نجاحنا ELAW -أول بوتيك مختص برواد الأعمال الناشئين في المملكة- ومؤسسته المحامية إيثار الداعج، حيث تعرفنا عليهم بتوصية من مستشارينا BALANCE. لطالما قامت المحامية إيثار بدفعنا إلى عمل المزيد بهدوئها الصاخب، كانت ردة فعلها للفكرة أثناء الاستشارة وكأننا نفذنا العمل وتم فعلًا – الحمد لله!».
تجدر الإشارة إلى أن أعمال معرض الشاطئ تتاح للاقتناء عبر علامة بربل متعددة الاختصاصات، يمكنك الآن انتقاء العمل الفني الأقرب إلى ذائقتك؛وإضفاء روح الشاطئ لمكانك ووجدانك! عبر التواصل هنا +966 50 001 2442.
جميع الصور / بإذن من علامة بربل
بورتريه الفنانتين هاجر وشذى / من تصوير مشعل الحلافي
الصورة الرئيسية: الفنانة هاجر علي
وقد تم التقاط الأعمال على يد الفنانتين الأختين هاجر وشذى عبر كاميرا من علامة سوني بطراز A7R3 وعدستين (الأولى: 70-24 للبورتريه، والأخرى: 200-70 للطبيعة)، تلا ذلك تحريرها من أجل ضمان جودة اللون أثناء الطباعة.
اقرؤوا أيضًا: مذكرات مجهولة: من داخل بيت الملز دهشة لا تتسع الكلمات لوصفها