
سمو الأميرة نورة بنت فيصل تتحدث عن رؤية المملكة وتطلعاتها لصناعة الأزياء السعودية
صاحبة السمو الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود تسلّط الضوء على المواهب السعودية في عالم التصميم وتتحدّث عن مهمتها الملهمة من أجل رؤية الأزياء السعودية حاضرة في المشهد العالمي.
*عباية من علامة سماح بقيمة 3,920 درهم، قلادة ضيقة 19,405 درهم، قلادة طويلة 15,730 درهم، من علامة ياتاغان للمجوهرات، خاتم من علامة شارملينا, السعر عند الطلب.
تحدّثت صاحبة السمو الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود باللغة اليابانية لطاقمنا في موقع التصوير، وقالت لهم بعض الجمل المنمقة بابتسامة، وتركت لدينا انطباعاً أنها قد تأثرت بدقة اليابانيين وانضباطهم المعروف بعدما عاشت في طوكيو لمدة خمس سنوات.
من المؤكد أن الأميرة نورة اتصفت بهذه الصفات قبل انتقالها للعيش في طوكيو ولكنّها تؤكد على أهمية وتأثير تلك الفترة، وتعترف أنها أثرت طريقة تفكيرها في العمل التجاري ووضعت أساسات الهدف الذي تعمل من أجله اليوم وهو الأزياء.
تقول الأميرة نورة: “بعدما رأيت نهج وأسلوب اليابانيين في الصناعة وتميزّه بالجودة والمهارة أردت أن أحرص على أن تكون لدى العلامات التجارية السعودية القدرة على العمل بنفس المستوى”. تخبرنا الأميرة نورة باهتمام عن خطواتها الأولى التي قادتها لأن تكون الصوت لصناعة الأزياء في السعودية: “كانت الدراسة في اليابان أروع تجربة في حياتي، تعلمت الصبر والاستماع للناس من حولي، هم أصبحوا خبراء بعد سنين طويلة من ممارسة العمل، مما جعلني أنمو وأتطوّر على الصعيد الشخصي”.
ابتسمت وروت لنا كيف اختارت الذهاب لليابان من أجل الدراسة بعد ما كانت مطّلعة على المجتمع الياباني في الرياض وثقافتهم الجميلة بسبب مزاولة والدها لرياضة الجودو: “أكثر شيء يعجبني في اليابانيين هو إيمانهم الشديد بإمكاناتهم ودعمهم لإرثهم في المهارات الحرفية من خلال الاستفادة الكاملة من الموارد الوطنية التي يملكونها، بالإضافة إلى أنهم لا يضحّون أبداً بهويتهم ويمكنكم رؤية ذلك من خلال مصنوعاتهم وأزيائهم التي تشتهر عالمياً بذلك. أيضاً يمتد هذا النهج في العمل لدى اليابانيين لكيفية عمل المشاريع التجارية بشكل عام هناك، بالنسبة للمعايير والجودة والابتكار والإتقان والأفكار الإبداعية، بالإضافة إلى استدامة نماذج العمل لديهم.” وتحدّثت عن إعجابها الكبير وتبنّيها لهذه الفلسفة التي عادت بها إلى الوطن واستخدمتها كنموذج للعمل في المملكة.
*عباية من علامة كردان، 3,232 درهم.
بدأت الأميرة نورة العمل باستعراض مواهب التصميم السعودية في معارض متعددة في آسيا: ” أردت أن تُرى وفرة المواهب في السعودية وأن تحصل هذه المواهب على فرص لريادة وتنظيم أعمالهم” وبالنسبة لجلبها العلامات التجارية الآسيوية للشرق الأوسط تقول: “كانت الفكرة من ذلك هو خلق فرص بين الثقافات”، كان هذا قبل مشاركتها في نقطة التحول ومساعدتها في تنفيذ أول أسبوع سعودي للموضة في 2018 والذي يعد تغييراً تاريخياً لا يزال صداه حاضراً في الشرق الأوسط وأبعد من ذلك.
هذا بدوره قاد الأميرة نورة من القطاع الخاص إلى وزارة الثقافة حيث أصبحت جزءاً من فريق قيادة منتدى مستقبل الأزياء، والذي ضم مؤتمرآً للأزياء ومعرضاً للموروث السعودي وعرضاً للأزياء في نوفمبر 2019 والذي كان من أهم أعمال هيئة الأزياء في وزارة الثقافة.
وإنّه لشرف كبير أن نشهد على هذا التطوّر الحاصل على أرض الواقع ونرى الجودة في فن ومهارة المصممين السعوديين التي تُظهر موهبتهم ورؤيتهم ورغبتهم الملحّة لإظهار قدراتهم وإمكانياتهم أمام العالم والتحدث عن قصصهم بأنفسهم. الوصول لهذا الهدف هو ليس إلاّ مسألة وقت فقط.
*عباية 4,080 درهم، وطرحة 250 درهم من علامة هال، خواتم من أديبا، السعر عند الطلب.
تقول الأميرة نورة: “أطلقنا الأسبوع السعودي للموضة لكي نفتح الباب لمصممي الأزياء السعوديين ليحصلوا على نفس الفرص التي تتاح للمصممين العالميين من ناحية العلاقات والحصول على آراء الخبراء والمستشارين الذين يمكن الاستفادة منهم” وتضيف: “في البداية لم يكن الأمر يتعلق بالأزياء فقط، أردت أن أنشئ مشروع يدعم العلامات التجارية السعودية لتكون قادرة على الإنتاج على مستوى مستند على التاريخ وحكاية القصص والحرف الوطنية والجودة. أردت أن أوجد لهم الطريق لكي يحصلوا على الأدوات لتطوير حياتهم المهنية وتهيئتها للمرحلة التالية.” وأكّدت على أهمية الموهبة وأنها هي البنية التحتية القوية التي ستحقق الاستدامة والاستمرار.
تقول الأميرة نورة: ” بدأت رحلتي مع الأزياء من الثقافة، وهو ما يتوافق الآن مع وجود هيئة الأزياء ضمن وزارة الثقافة على المستوى الوطني”. كما تحدّثت عن أهمية دور وموقع الثقافة ضمن أهداف رؤية 2030. من المؤكد أن أفكار وتوجهات هيئة الأزياء ومن ضمنهم الأميرة نورة تتوافق مع الرؤية من ناحية الاحتفاء بالجمال والفن والشاعرية التي تكمن في جوهر الأزياء، والأهم من ذلك هو الاستفادة من قوة التأثير الذي تمتلكه الأزياء من أجل التغيير الثقافي والاقتصادي. صحيح أن الاحتفاء بالتراث والحرف اليدوية فكرة يشتهر بها اليابانيين ولكن لا يمكننا إلا أن ندرك فوائدها الاقتصادية وكيف أنها تعود بالنفع على الجميع، حيث الأناقة مقابل المادة، الفن مقابل التجارة، والجمال مقابل الفائدة.
تضيف الأميرة نورة: “إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود عن رؤية 2030 في 2016 كانت اللحظة التي أتاحت التغيير على المستوى الوطني في كل جوانب المجتمع ومن ضمنها الأزياء”. “تدرك السعودية أهمية الصناعات الإبداعية في المجتمع من ناحية خلقها للوظائف والفرص والذي يتماشى مع أركان الرؤية: اقتصاد مزدهر وشعب طموح ومجتمع حيوي”. والثقافة هي واجهة لإبراز هذه الطموحات وأداة تسلّط الضوء عليها بطريقة ميسّرة ومؤثرة. فالجمال هو لغة عالمية مفهومة ومستخدمة على نطاق واسع جداً للتعبير وخلق النقاشات وصنع التغيير.
“الأزياء هي منظار نرى من خلاله جمال وتاريخ هذا البلد الذي سيلهم الناس داخل الوطن وخارجه”
*عباية من علامة هنيدة، 20,570 درهم، القلادة والأساور من شارملينا، الأسعار عند الطلب.
رؤية هيئة الأزياء هي ” تطوير صناعة الأزياء في السعودية من خلال الثقافة، والتركيز على التراث والهوية السعودية مع الاستجابة للاحتياج العالمي الذي يؤثر على الاقتصاد الوطني” وقد تأسست من أجل أن تضمن قوة البنية التحية في هذا المجال لتمكين المجتمع. تضيف الأميرة نورة: ” نحن نبني الأساسات لمستقبل شامل ومستدام” مشيرة إلى السياسات والضوابط التي أوجدتها السعودية من أجل تحقيق هذه الأهداف. وهذا هو الشيء المثير للإعجاب في هيئة الأزياء أنها عملت مباشرة إلى تكوين المبادرات مثل تأسيس جمعية وطنية لمصممي الأزياء وبرنامج توجيهي خاص بهم. تقول الأميرة نورة: “نحتاج إلى أن ننجح في جميع سلاسل القيمة العالمية من خلال خلق فرص للبحث والإبداع وتطوير الإنتاج والمواد الأولية والتصنيع وبيع التجزئة، بالإضافة إلى مشاركة ورواية القصص والاستدامة وعوامل التمكين الأهم” وتضيف: “تدعم هيئة الأزياء التزام وزارة الثقافة الدائم بتطوير البيئة الثقافية بالمملكة وتقديم منصات جديدة للتعبير الثقافي والذي يعد عنصراً أساسياً في التحول الثقافي في الدولة ضمن رؤية 2030”.
وما يثير حماسنا في هاربرز بازار وكذلك الأميرة نورة الإطلاق القريب لهاربرز بازار السعودية في مارس 2021 والذي تعد نسخة منفصلة ومستقلة بالكامل عن هاربرز بازار وسيتم توزيعها للمرة الأولى في المملكة العربية السعودية، تهدف ليس فقط لنشر التقارير والأخبار وإنما لدعم البلد المخصصة من أجله وأيضاً تتماشى كلياً مع أهداف وزارة الثقافة. وتخبرنا الأميرة نورة عن إيمانها بأهمية الصحافة الجيدة المتخصصة بالأزياء: “أنا متشوقة جداً لإطلاق هاربرز بازار السعودية إذ يأتي هذا الإصدار في وقت بدأ يتسع فيه النشر عن الأزياء في السعودية وهو ما يخلق فرص للمتخصصين في الثقافة ويوفر الوظائف للكتاب والمصورين ومنسقي الأزياء ومصممي الجرافيك وغيرهم” وتضيف: “أراها أيضاً منصة قوية من شأنها أن تروي قصص مواهب الأزياء المحليّة السعودية وتشجع على التبادل الثقافي. واستخدام الأزياء كمنظار نرى من خلاله جمال وتاريخ هذا البلد الذي سيلهم الناس داخل الوطن وخارجه”.
ونحن في هاربرز بازار نتشرّف بهذه المناسبة وننتهز الفرصة في هذه النسخة من هاربرز بازار العربية لكي نسلّط الضوء على مواهب التصميم السعودية كبداية لمهمتنا مع هاربرز بازار السعودية.
*عباية من مجموعة أسيل، 2,840 درهم، القلادة من أديبا، السعر عند الطلب.
“أؤمن بأن الحياة عبارة عن فرص، ومغامرات قد نخوضها من أجل تحقيق ما نتطلع إليه”
تتحدث الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود بكل شغف وتقول: “الأزياء في السعودية متأصلة في قصتنا وتاريخنا وتراثنا. واليوم يمكننا أن نرى تأثير عودة ماضي الأزياء في السعودية إلى الواجهة، الكثير من المصممين يعملون على تجسيد تراثنا بطرق معاصرة ويرون عملية صناعة الألبسة مساحة لرسم تفاصيل الهوية السعودية”
ليس لدينا أي شك بأن شغف الأميرة نورة ونظرتها الثاقبة وإيمانها بعدم التخلي عن الطموحات والأحلام سوف يؤتي ثماره: “أؤمن بأن الحياة عبارة عن فرص، ومغامرات قد تخوضها من أجل تحقيق ما تتطلع إليه. تعلمت هذا الدرس بعد إخفاقات أراها الآن أنها كانت فرصة لكي أتعلّم وأنمو ثم أعيد المحاولة مرة أخرى” .
*نشر في عدد شهر ديسمبر 2020 بقلم: أوليفيا فيليبس، ترجمة: مها بدر
التصوير: ريان نواوي
رئيسة قسم الأزياء: آنا كاستان
تنسيق الملابس: هلا الحارثي
المكياج: إيلاف صباغ وزينا عيسى
الشعر: هديل عمر
الإخراج الفني: أوسكار يانيسوالشكر موصول لوزارة الثقافة السعودية، الرياض.